الولايات المتحدة تحبط محاولة تهريب مخدرات ضخمة عبر غواصة في المحيط الهادئ
في عملية نوعية جرت في يوليو 2019، أعلنت السلطات الأمريكية عن نجاح قوات خفر السواحل في إحباط واحدة من أكبر محاولات تهريب المخدرات في المحيط الهادئ، حيث تم اعتراض وتدمير غواصة بدائية الصنع كانت محملة بكميات هائلة من الكوكايين ومتجهة نحو الولايات المتحدة. وقد سلط الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، الضوء على هذه العملية كدليل على جهود إدارته في مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات.

تفاصيل اعتراض الغواصة
جرت العملية في المياه الدولية شرق المحيط الهادئ، وهي منطقة معروفة كأحد الممرات الرئيسية لتهريب المخدرات القادمة من أمريكا الجنوبية. قامت سفينة تابعة لخفر السواحل الأمريكي، وهي القاطعة USCGC Munro، برصد وتتبع الغواصة شبه الغاطسة ذاتية الدفع (SPSS)، وهي مركبة مصممة خصيصًا لتجنب الكشف بالرادار بفضل هيكلها الذي يطفو بالكاد فوق سطح الماء.
وقد انتشر مقطع فيديو مثير للعملية على نطاق واسع، يظهر فيه أفراد من خفر السواحل وهم يقفزون من قارب مطاطي سريع على ظهر الغواصة المتحركة لإخضاع طاقمها والسيطرة عليها. أسفرت العملية عن اعتقال عدة مهربين ومصادرة حوالي 17,000 رطل (ما يعادل 7,700 كيلوغرام) من الكوكايين كانت على متن هذه الغواصة وحدها، بقيمة سوقية تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
سياق مكافحة "غواصات الناركوس"
تُعرف هذه المركبات بـ"غواصات الناركوس" وهي ليست غواصات حقيقية قادرة على الغوص بالكامل، بل هي سفن شبه غاطسة يصعب اكتشافها بصريًا أو عبر التقنيات التقليدية. تستخدمها كارتيلات المخدرات بشكل متزايد لنقل شحنات ضخمة عبر مسافات طويلة، مما يمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا للسلطات في المنطقة.
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من العمليات التي نفذها خفر السواحل الأمريكي بالتعاون مع شركاء دوليين لمكافحة شبكات التهريب. وقد شكلت هذه العملية جزءًا من تفريغ شحنة إجمالية ضخمة في سان دييغو، كاليفورنيا، تضمنت ما يقرب من 40,000 رطل من الكوكايين تم ضبطها في 14 عملية اعتراض منفصلة خلال عدة أشهر في المحيط الهادئ.
الأهمية السياسية للعملية
استغل الرئيس دونالد ترامب هذا النجاح الأمني لتسليط الضوء على سياسات إدارته الصارمة تجاه تهريب المخدرات وأمن الحدود. وخلال حدث رسمي لعرض المخدرات المصادرة، أشاد ترامب بشجاعة أفراد خفر السواحل، واصفًا عملهم بالبطولي والمحفوف بالمخاطر. كان الهدف من هذا الإعلان هو إظهار قوة الولايات المتحدة في مواجهة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود وتأكيد التزام الحكومة بحماية البلاد من تدفق المخدرات غير المشروعة.
كما ساهمت التغطية الإعلامية الواسعة، خاصة للفيديو الدراماتيكي للاقتحام، في زيادة الوعي العام حول مدى تطور أساليب المهربين والجهود المستمرة التي تبذلها وكالات إنفاذ القانون لمواجهتهم في عرض البحر.
التداعيات والتأثير
مثّلت مصادرة هذه الشحنة الضخمة ضربة مالية كبيرة للمنظمات الإجرامية المسؤولة عن تمويل وتصنيع ونقل المخدرات. تقدر قيمة الشحنة الإجمالية التي تم عرضها، والتي كانت هذه الغواصة جزءًا منها، بأكثر من 569 مليون دولار أمريكي. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن هذه العمليات، رغم نجاحها، لا توقف تدفق المخدرات بشكل كامل، بل هي جزء من معركة مستمرة تتطلب تعاونًا دوليًا واستخباراتيًا متواصلاً.
تظل هذه الحادثة تذكيرًا بالصراع الدائم بين جهود إنفاذ القانون والإبداع الإجرامي لعصابات المخدرات، التي تستمر في تطوير تقنياتها لتجنب الكشف، مما يفرض على السلطات تحديث استراتيجياتها وتقنياتها باستمرار.





