تحذير أمريكي من هجوم وشيك لحماس في غزة استنادًا لمعلومات استخباراتية
أصدرت الإدارة الأمريكية خلال الساعات القليلة الماضية تحذيرًا استخباراتيًا عالي المستوى، أشارت فيه إلى وجود معلومات موثوقة حول تخطيط حركة حماس لتنفيذ هجوم وشيك انطلاقًا من قطاع غزة. وقد أثار هذا التحذير، الذي تم مشاركته مع الحلفاء الإقليميين وعلى رأسهم إسرائيل، حالة من التأهب القصوى وزاد من حدة التوترات في المنطقة التي تشهد بالفعل وضعًا أمنيًا هشًا.

تفاصيل التحذير ومصادر المعلومات
نقلًا عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، فإن التحذير يستند إلى تقارير استخباراتية متعددة المصادر تم جمعها وتحليلها على مدار الأيام الماضية. ورغم تكتم المصادر الرسمية على طبيعة الهجوم المتوقع، تشير التسريبات إلى أنه قد يتضمن إطلاقًا كثيفًا للصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية أو عمليات تسلل عبر الحدود. وأكدت واشنطن أنها تتعامل مع هذه المعلومات بجدية بالغة، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها تصعيد الموقف.
لم تكشف الإدارة الأمريكية عن تفاصيل دقيقة حول الأدلة التي بحوزتها، مكتفية بالقول إن المعلومات "ذات مصداقية عالية ومحددة". ويأتي هذا التحرك في إطار سياسة واشنطن المعلنة للحفاظ على الاستقرار ومنع اندلاع جولة جديدة من الصراع واسع النطاق بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
السياق الإقليمي المتوتر
يأتي هذا التحذير في وقت حرج، حيث تشهد المنطقة حالة من الجمود السياسي وتدهورًا في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة. وقد ساهمت عدة عوامل في رفع منسوب التوتر مؤخرًا، أبرزها:
- تعثر جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد وتثبيت وقف إطلاق النار.
 - استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، مما فاقم من الأزمة الاقتصادية والمعيشية للسكان.
 - وقوع مناوشات متقطعة على الحدود خلال الأسابيع الأخيرة، تخللتها عمليات إطلاق بالونات حارقة وردود عسكرية إسرائيلية محدودة.
 
ويرى مراقبون أن أي شرارة قد تكون كفيلة بإشعال مواجهة شاملة، لا سيما في ظل غياب أفق سياسي حقيقي لحل الصراع، وتزايد الضغوط الداخلية على كل من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية.
ردود الفعل الأولية
على الجانب الإسرائيلي، رُفعت حالة التأهب في صفوف الجيش، خاصة في الوحدات المنتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة ومنظومة الدفاع الجوي المعروفة باسم "القبة الحديدية". وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعًا طارئًا مع كبار قادة الأجهزة الأمنية لتقييم الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة. وصرح مصدر عسكري بأن إسرائيل "تأخذ التحذيرات الأمريكية على محمل الجد ومستعدة لكافة السيناريوهات".
من جانبها، نفت حركة حماس على لسان أحد المتحدثين باسمها هذه الأنباء، واصفةً إياها بأنها "محاولة أمريكية لتوفير غطاء لعدوان إسرائيلي جديد على غزة". وأكد المتحدث أن فصائل المقاومة في حالة دفاع عن النفس، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أي تصعيد قادم نتيجة سياساته.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذا التحذير في كونه يصدر عن جهة دولية وازنة كالولايات المتحدة، مما يمنحه ثقلًا سياسيًا واستخباراتيًا كبيرًا. ويثير هذا التطور مخاوف جدية من أن المنطقة تقف على شفا جولة جديدة من العنف قد تكون مدمرة، وتؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة. كما يضع هذا التحذير جهود الوساطة الإقليمية والدولية أمام اختبار صعب، حيث تتسابق الدبلوماسية لاحتواء الموقف قبل فوات الأوان ومنع الانزلاق نحو حرب شاملة قد تمتد تداعياتها إلى أبعد من حدود غزة وإسرائيل.




