ترامب يحث الكونغرس على إعادة فتح الحكومة الأمريكية وتمرير الموازنة عاجلاً
في تطور حديث، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونغرس بضرورة إعادة فتح الحكومة الفيدرالية على الفور وتمرير مشروع قانون الموازنة دون أي تأخير. وتأتي هذه الدعوة في ظل استمرار حالة الإغلاق الجزئي للعديد من الهيئات الحكومية، وهي أزمة تسببت في توقف عمل مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين وتأثر الخدمات العامة.

الخلفية التاريخية والسبب الرئيسي للإغلاق
تعود جذور الأزمة الحالية إلى خلاف عميق بين البيت الأبيض والكونغرس حول تمويل بناء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك. يصر الرئيس ترامب على تخصيص مليارات الدولارات لهذا المشروع، معتبراً إياه عنصراً حيوياً للأمن القومي ووفاءً بوعود حملته الانتخابية. في المقابل، يرفض الديمقراطيون في الكونغرس، الذين يسيطرون على مجلس النواب، الموافقة على التمويل المطلوب للجدار، ويقترحون بدلاً من ذلك استثمارات في تقنيات مراقبة الحدود وغيرها من الإجراءات الأمنية الأقل كلفة والأكثر فعالية من وجهة نظرهم. هذه المواجهة السياسية منعت التوصل إلى اتفاق حول قوانين الإنفاق الضرورية لتشغيل الحكومة بالكامل، مما أدى إلى الإغلاق.
مطالب الرئيس وتبريراته
شدد الرئيس ترامب في تصريحاته الأخيرة على أن تأخير تمرير الموازنة وإبقاء الحكومة مغلقة يضر بالمصالح الوطنية ويهدد الأمن. ودعا المشرعين إلى تجاوز الخلافات السياسية والعمل معاً لإيجاد حل سريع يضمن استئناف جميع الخدمات الحكومية. كما أكد أن أمن الحدود يمثل أولوية قصوى ولا يمكن التهاون فيها، مكرراً التزامه بتحقيق التمويل اللازم للجدار. وتضمنت دعواته رسالة واضحة إلى الديمقراطيين بضرورة التعاون بدلاً من عرقلة المبادرات الرئاسية.
موقف الكونغرس وتداعيات الأزمة
من جانبهم، يرى قادة الحزب الديمقراطي أن إغلاق الحكومة هو نتيجة لتمسك الرئيس بمطلب غير واقعي وغير فعال، وأن الجدار الحدودي المقترح هو مضيعة لأموال دافعي الضرائب. وقد قدم الديمقراطيون عدة مشاريع قوانين لإعادة فتح الحكومة وتمرير موازنات مؤقتة، لكنها لم تتضمن التمويل المطلوب للجدار، مما جعلها غير مقبولة بالنسبة للبيت الأبيض. هذا الجمود السياسي ألقى بظلاله على حياة مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين الذين يعملون دون أجر أو تم إجازتهم، مما يسبب لهم ضغوطاً مالية ومعيشية كبيرة. كما تأثرت العديد من الخدمات الحكومية الأساسية، من الحدائق الوطنية إلى بعض جوانب السلامة العامة.
لماذا يهم هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذا الخبر في كونه يسلط الضوء على عمق الاستقطاب السياسي في واشنطن والعواقب المباشرة لذلك على الأداء الحكومي وحياة المواطنين. إن استمرار إغلاق الحكومة لا يمثل فقط تحدياً إدارياً، بل يعكس صراعاً على السلطة وتضارباً في الأولويات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. كما أنه يثير تساؤلات حول فعالية النظام السياسي الأمريكي في التعامل مع الأزمات الداخلية، ويؤثر على ثقة الجمهور في قدرة القادة على تحقيق الاستقرار. إن حل هذه الأزمة يتطلب تنازلات من الطرفين، وهو ما يبدو صعب التحقيق في ظل التوترات الراهنة.





