ترامب يكشف عن عملية اعتراض غواصة محملة بالمخدرات قبالة السواحل الأمريكية
في منتصف عام 2019، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عن تحقيق إنجاز كبير في مجال مكافحة المخدرات، حيث كشف عن سلسلة من العمليات الناجحة في شرق المحيط الهادئ. كان أبرز ما في هذا الإعلان هو الاعتراض الدراماتيكي لغواصة مخدرات، وهي عبارة عن سفينة شبه غاطسة، كانت محملة بكميات هائلة من الكوكايين. سلط هذا الخبر، الذي رافقه مقطع فيديو مثير، الضوء على الأساليب المتطورة والمستمرة التي تستخدمها عصابات المخدرات الدولية، والجهود الخطيرة التي تبذلها القوات الأمريكية لمواجهتها.

تفاصيل العملية والاعتراض الدراماتيكي
قاد خفر السواحل الأمريكي العملية التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، وتحديداً الطاقم على متن القاطعة يو إس سي جي سي مونرو. لم تكن المركبة المستهدفة غواصة عسكرية بالمعنى التقليدي، بل كانت سفينة شبه غاطسة ذاتية الدفع (SPSS)، وهي أداة شائعة تستخدمها الكارتلات لنقل شحناتها الضخمة بسرية. تعود الحادثة الأكثر شهرة، والتي تم توثيقها في الفيديو الذي انتشر عالمياً، إلى تاريخ 18 يونيو 2019، ووقعت في المياه الدولية قبالة سواحل أمريكا الجنوبية.
أظهرت اللقطات المصورة أفراداً من خفر السواحل وهم يقتربون من نصف الغاطسة بقارب سريع أثناء إبحارها، ويقفزون على ظهرها في مناورة محفوفة بالمخاطر. بعد السيطرة على سطحها، تمكن الفريق من فتح الكوة واعتقال أفراد الطاقم الموجودين بالداخل. أسفرت هذه المداهمة وحدها عن ضبط ما يقدر بنحو 17 ألف رطل (حوالي 7,700 كيلوغرام) من الكوكايين، مما شكل ضربة قاصمة لشبكة التهريب المسؤولة.
جزء من حملة أوسع لمكافحة المخدرات
لم تكن عملية الاعتراض هذه حدثاً معزولاً، بل كانت جزءاً من حملة منسقة وواسعة النطاق استمرت لعدة أشهر. ووفقاً للبيانات الرسمية التي تم الكشف عنها، فإن هذا الإنجاز كان واحداً من بين 14 عملية اعتراض ناجحة نفذتها ثلاث قاطعات مختلفة تابعة لخفر السواحل في الفترة الممتدة بين مايو ويوليو من العام نفسه. بلغت الحصيلة الإجمالية للمخدرات المصادرة خلال هذه الحملة أرقاماً ضخمة، حيث تم ضبط ما يقرب من 39 ألف رطل (حوالي 17,700 كيلوغرام) من الكوكايين وأكثر من 900 رطل (408 كيلوغرامات) من الماريجوانا. قدرت القيمة السوقية الإجمالية لهذه الشحنات بأكثر من 569 مليون دولار أمريكي، مما يعكس حجم التجارة غير المشروعة التي تم تعطيلها.
خلفية عن "غواصات المخدرات"
تُعد السفن شبه الغاطسة، المعروفة إعلامياً بـ"غواصات المخدرات"، من أكثر الأدوات تطوراً في ترسانة مهربي المخدرات. يتم تصميم هذه السفن خصيصاً لتجنب الكشف، حيث تبحر وقسمها الأكبر مغمور تحت سطح الماء، مما يجعل من الصعب جداً رصدها بواسطة الرادارات التقليدية أو حتى المراقبة الجوية. عادةً ما يتم بناؤها في ورش سرية في غابات أمريكا الجنوبية، خاصة في كولومبيا، وتكون قادرة على نقل أطنان من المخدرات لمسافات طويلة عبر المحيط. يمثل استخدام هذه التكنولوجيا دليلاً على الموارد المالية والهندسية الهائلة التي تمتلكها المنظمات الإجرامية عبر الوطنية.
تصريحات ترامب والسياق السياسي
جاء إعلان الرئيس ترامب خلال حدث أقيم في البيت الأبيض، وقد استغل هذه الفرصة لتسليط الضوء على جهود إدارته في تأمين الحدود ومكافحة تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة. أشاد ترامب بشجاعة أفراد خفر السواحل، واصفاً عملهم بـ"المذهل". وفي حين أن التقارير الرسمية للعملية ركزت على اعتقال مهربي المخدرات، فإن بعض التغطيات الإعلامية لتصريحات الرئيس أشارت إلى استخدامه لغة قوية تربط هذه الأنشطة بتهديدات أمنية أوسع، وهو ما قد يفسر الإشارة إلى "الإرهابيين" في بعض العناوين الإخبارية آنذاك. ومع ذلك، ظل الهدف الأساسي والنتيجة المعلنة للعمليات هو مكافحة تهريب المخدرات الذي تنفذه عصابات إجرامية منظمة.





