تصعيد في غزة: غارات إسرائيلية مكثفة تقابلها تحذيرات من حماس
شهد قطاع غزة جولة جديدة من التصعيد العسكري خلال الساعات الأخيرة، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على عدة أهداف داخل القطاع. جاءت هذه الهجمات، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، كرد على إطلاق قذائف صاروخية من غزة باتجاه جنوب إسرائيل. في المقابل، أصدرت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، تحذيرات شديدة اللهجة من أن استمرار القصف سيقابل برد قوي ومتصاعد، مما يثير مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة النطاق.

التطورات الميدانية الأخيرة
أعلن الجيش الإسرائيلي أن غاراته استهدفت مواقع تابعة لحركة حماس، بما في ذلك بنى تحتية عسكرية ومواقع لإنتاج الأسلحة. وأفاد شهود عيان في غزة بسماع دوي انفجارات عنيفة في مناطق متفرقة من القطاع، وتصاعد أعمدة الدخان من المواقع المستهدفة. من جانبها، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن القصف أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في الممتلكات المحيطة بالمواقع المستهدفة، بينما لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات بشرية في المراحل الأولى من القصف. وفي الجانب الآخر، دوت صفارات الإنذار في عدد من البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، حيث أعلنت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، المعروفة باسم القبة الحديدية، عن اعتراضها لعدد من الصواريخ التي أطلقت من غزة.
خلفية التوترات الحالية
تأتي هذه الجولة من العنف في سياق حالة من التوتر المستمر التي تخيم على المنطقة. يعيش قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي مصري منذ سيطرة حركة حماس عليه في عام 2007، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية بشكل حاد. وغالباً ما تتبع الأحداث نمطاً متكرراً من التصعيد المتبادل، والذي عادة ما يبدأ بحادثة معينة، مثل إطلاق صواريخ أو اشتباكات على الحدود، يتبعها رد عسكري إسرائيلي، ثم رد من الفصائل الفلسطينية. وتلعب جهود الوساطة، التي تقودها عادة مصر والأمم المتحدة وقطر، دوراً حيوياً في محاولة احتواء هذه الجولات ومنعها من التطور إلى حرب شاملة، كما حدث في عدة مناسبات سابقة أبرزها في أعوام 2008، 2012، 2014، و2021.
ردود الفعل الرسمية
أكد المسؤولون الإسرائيليون على أنهم يحملون حركة حماس المسؤولية الكاملة عن أي هجوم ينطلق من قطاع غزة، مشددين على أن الجيش سيواصل العمل للدفاع عن مواطنيه ولن يتردد في استهداف ما وصفوه بـ "البنية التحتية الإرهابية". في المقابل، أصدرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، بياناً حذرت فيه إسرائيل من مغبة التمادي في عدوانها. وأكد البيان أن "صبر المقاومة له حدود" وأنها مستعدة للرد بقوة لحماية الشعب الفلسطيني. وعلى الصعيد الدولي، بدأت دعوات التهدئة في الظهور، حيث أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط عن قلقه البالغ إزاء التصعيد، داعياً جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب إراقة المزيد من الدماء.
الأبعاد الإنسانية والتأثير على السكان
كما هو الحال في كل جولة تصعيد، فإن السكان المدنيين في قطاع غزة هم من يدفعون الثمن الأكبر. يعيش في القطاع أكثر من مليوني فلسطيني في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يعانون بالفعل من أزمات حادة في الكهرباء والمياه النظيفة والرعاية الصحية. تؤدي الهجمات العسكرية إلى تفاقم هذه الأوضاع، وتترك آثاراً نفسية عميقة على السكان، وخاصة الأطفال. كما أن حالة الخوف وعدم اليقين تشل الحياة اليومية، حيث يضطر السكان إلى البقاء في منازلهم، وتتوقف الحركة التجارية والتعليمية. وتواجه الطواقم الطبية والدفاع المدني تحديات هائلة في التعامل مع تداعيات القصف في ظل نقص الموارد والإمكانيات المتاحة.




