حماس تؤكد سعيها للحفاظ على السيطرة الأمنية في غزة خلال أي فترة انتقالية
أكد قيادي بارز في حركة حماس، محمد نزال، في تصريحات أدلى بها يوم الجمعة لوكالة أنباء دولية، أن الحركة تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة على الملف الأمني في قطاع غزة خلال أي مرحلة انتقالية مستقبلية. تأتي هذه التصريحات في وقت حاسم تتزايد فيه المباحثات الدولية والإقليمية حول مستقبل حكم القطاع في مرحلة ما بعد الصراع الحالي، مما يضيف طبقة من التعقيد على الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حل مستدام.

التصريحات الرئيسية وموقف الحركة
أوضح نزال أن مسألة السيطرة الأمنية تُعدُّ أمراً غير قابل للتفاوض بالنسبة للحركة، مشيراً إلى أنها جزء أساسي من دورها في إدارة شؤون القطاع وحماية سكانه. وفي حين لم يقدم تفاصيل وافية عن طبيعة هذه السيطرة، فإن الموقف يعكس تمسك حماس بدورها كقوة فاعلة على الأرض. كما أشار القيادي في حماس إلى أن موضوع نزع سلاح الحركة، وتحديداً كتائب القسام، ليس مطروحاً بشكل قاطع في الوقت الراهن، مما يشير إلى أن الحركة ترى في جناحها العسكري ضمانة لبقائها السياسي والأمني. وبحسب تصريحاته، فإن حماس لا تعارض فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، لكنها ترفض أي ترتيبات أمنية تُفرض من الخارج أو تأتي نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية.
خلفية وسياق المشهد السياسي
تأتي هذه المواقف في ظل استمرار النقاشات المكثفة حول ما يُعرف بـ "اليوم التالي" للحرب في غزة. وتطرح أطراف دولية وإقليمية متعددة سيناريوهات مختلفة لمستقبل القطاع، تتباين بشكل كبير مع رؤية حماس. تشمل هذه المقترحات:
- الرؤية الأمريكية والعربية: تدعم الولايات المتحدة، بالتنسيق مع دول عربية مؤثرة مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية، فكرة إعادة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة بعد إعادة هيكلتها وتأهيلها، كخطوة نحو إحياء مسار حل الدولتين.
- الموقف الإسرائيلي: تصر الحكومة الإسرائيلية على ضرورة القضاء التام على القدرات العسكرية والسياسية لحماس، مع احتفاظ إسرائيل بسيطرة أمنية شاملة على القطاع لمنع أي تهديدات مستقبلية. كما تعارض إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي إلى غزة.
- موقف السلطة الفلسطينية: تعلن السلطة الفلسطينية استعدادها لتولي مسؤولياتها في قطاع غزة، ولكنها تشترط أن يكون ذلك ضمن إطار حل سياسي شامل يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
الأهمية والتداعيات المستقبلية
تكمن أهمية تصريحات نزال في كونها رسالة واضحة من حماس بأنها لن تقبل تهميشها أو استبعادها من أي ترتيبات سياسية مستقبلية في غزة. ويبرز هذا الموقف التحدي الأكبر الذي يواجه أي خطة سلام، وهو الفجوة العميقة بين رؤية حماس لنفسها كحركة مقاومة وجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، وبين رؤية إسرائيل والعديد من القوى الدولية التي تصنفها كمنظمة إرهابية يجب إزاحتها عن السلطة. إن إصرار الحركة على الاحتفاظ بسلاحها وسيطرتها الأمنية يمثل عقبة جوهرية أمام تنفيذ أي من السيناريوهات المطروحة، حيث تعتبر هذه القوى أن وجود قوة مسلحة خارج إطار الشرعية الرسمية يقوض أي فرصة لتحقيق استقرار طويل الأمد. وبالتالي، فإن هذه التصريحات تعزز من احتمالية استمرار حالة الجمود السياسي وتجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف المعنية بالصراع.




