خليل الحية يكشف تفاصيل مفاوضات الهدنة في غزة وشروط حماس الرئيسية
في ظل الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها أطراف دولية وإقليمية، تأتي تصريحات القيادي البارز في حركة حماس، خليل الحية، لتوضح موقف الحركة وشروطها الأساسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتكتسب هذه التصريحات أهمية بالغة كونها تأتي في وقت حرج، حيث تتعثر المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة كل من مصر وقطر والولايات المتحدة، وسط استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

خلفية المفاوضات وسياقها
تأتي هذه الجولة من المباحثات بعد أشهر من الحرب المدمرة في قطاع غزة، والتي خلفت آلاف الضحايا وأدت إلى نزوح جماعي وتدمير هائل للبنية التحتية. وقد سعت الأطراف الوسيطة إلى بلورة إطار لاتفاق يضمن وقفاً لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين. وتستند المحادثات الحالية على مقترحات جرى تداولها في اجتماعات دولية، أبرزها اجتماع باريس، لكنها لا تزال تصطدم بخلافات جوهرية حول طبيعة الاتفاق ومدته وآليات تنفيذه.
أبرز نقاط تصريحات الحية
أكد خليل الحية في تصريحاته الأخيرة أن حركة حماس تعاملت بمرونة وإيجابية مع المقترحات المطروحة بهدف إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، لكنه شدد على أن هذه المرونة لا تعني التنازل عن المطالب الأساسية التي تمثل إجماعاً وطنياً فلسطينياً. وأوضح أن الحركة لن تقبل باتفاق لا يضمن وقفاً شاملاً ودائماً للحرب.
ووفقاً للحية، فإن أي اتفاق يجب أن يكون شاملاً ومترابطاً، وليس مجرد هدنة مؤقتة تعقبها جولة جديدة من القتال. وقد لخص موقف الحركة في عدة نقاط رئيسية:
- رفض المقترحات التي تقتصر على هدن إنسانية قصيرة الأمد دون ضمانات واضحة بإنهاء الحرب بشكل كامل.
 - التأكيد على أن الهدف النهائي هو إنهاء "العدوان" ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة.
 - الربط بين إتمام صفقة تبادل الأسرى وتحقيق المطالب الفلسطينية الأخرى، معتبراً أنها حزمة واحدة لا يمكن تجزئتها.
 - الإشارة إلى أن إدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب هي شأن فلسطيني داخلي يتم بالتوافق الوطني، ورفض أي وصاية خارجية.
 
مطالب حماس الأساسية مقابل الموقف الإسرائيلي
تتمحور الشروط التي عرضها الحية، والتي تصفها الحركة بأنها "غير قابلة للتفاوض"، حول أربعة محاور رئيسية تمثل جوهر الخلاف مع الجانب الإسرائيلي:
- وقف دائم وشامل لإطلاق النار: تعتبر حماس هذا الشرط نقطة الانطلاق لأي اتفاق، بينما تشير التقارير إلى أن إسرائيل تفضل هدنة مؤقتة تسمح لها باستئناف عملياتها العسكرية لاحقاً.
 - انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية: تطالب الحركة بانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من كافة مناطق قطاع غزة، وهو مطلب لم توافق عليه إسرائيل التي تسعى للحفاظ على حرية الحركة العسكرية داخل القطاع.
 - عودة النازحين دون قيد أو شرط: تشدد الحركة على ضرورة السماح لجميع النازحين، خاصة من شمال القطاع، بالعودة إلى منازلهم ومناطقهم دون أي شروط أو قيود.
 - إعادة الإعمار وكسر الحصار: يتضمن هذا المطلب التزاماً دولياً ببدء عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وفتح جميع المعابر لإنهاء الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.
 
في المقابل، يركز الموقف الإسرائيلي المعلن على إطلاق سراح جميع المحتجزين كأولوية قصوى، مع استمرار الهدف العسكري المتمثل في القضاء على القدرات العسكرية والقيادية لحركة حماس، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع مطلب وقف الحرب بشكل دائم.
أهمية المحادثات ومستقبلها
توضح تصريحات خليل الحية حجم الفجوة بين مواقف الطرفين، والتي تحاول الأطراف الوسيطة جاهدة تقريبها. وتكمن أهمية هذه المرحلة من المفاوضات في أنها قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب تصعيد أكبر، خاصة مع التهديدات بعملية عسكرية في مدينة رفح. وبينما تضغط الأطراف الدولية من أجل التوصل إلى حل، يبقى نجاح هذه الجهود مرهوناً بمدى استعداد الجانبين لتقديم تنازلات حقيقية حول النقاط الخلافية الجوهرية.





