زهران ممداني يدخل التاريخ كأول عمدة مسلم لمدينة نيويورك
في حدث سياسي بارز، فاز الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك في الانتخابات التي أُعلنت نتائجها النهائية فجر اليوم، ليصبح بذلك أول أمريكي مسلم يتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ المدينة. ويُنظر إلى فوز ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، على أنه لحظة تحول ليس فقط لنيويورك، بل للسياسة الأمريكية ككل، مما يعكس تغيراً ديموغرافياً وسياسياً عميقاً في واحدة من أكثر مدن العالم تنوعاً.

خلفية المرشح ومسيرته السياسية
ينحدر زهران ممداني من عائلة مهاجرة، وقد نشأ في حي كوينز، حيث عايش بشكل مباشر التحديات التي تواجه مجتمعات الطبقة العاملة والمهاجرين. تخرج من كلية الحقوق وبدأ مسيرته المهنية كمحامٍ للدفاع عن الحقوق المدنية، حيث ركز على قضايا الإسكان الميسور التكلفة وحقوق المستأجرين. اكتسب شهرة محلية من خلال عمله الدؤوب كمنظم مجتمعي، مما مهد له الطريق لدخول عالم السياسة المحلية. قبل ترشحه لمنصب العمدة، شغل مقعداً في مجلس مدينة نيويورك، حيث بنى سجلاً حافلاً بالدفاع عن السياسات التقدمية.
برنامج انتخابي ركز على العدالة الاجتماعية
بنى ممداني حملته الانتخابية على أساس برنامج طموح يهدف إلى معالجة الانقسامات الاقتصادية والاجتماعية في المدينة. لم تكن هويته الدينية محور حملته، بل ركز خطابه على القضايا التي تهم جميع سكان نيويورك، بغض النظر عن خلفياتهم. تضمن برنامجه الانتخابي عدة نقاط رئيسية، منها:
- الإسكان الميسور: تعهد بتوسيع برامج الإسكان العام والاستثمار في بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة لذوي الدخل المحدود والمتوسط لمواجهة أزمة الإيجارات المرتفعة.
- إصلاح الشرطة: دعا إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة شرطة نيويورك، وتحويل بعض الموارد إلى خدمات الصحة العقلية والبرامج المجتمعية للحد من الجريمة.
- النقل العام: اقترح خطة لتحديث وتوسيع شبكة مترو الأنفاق والحافلات، وجعلها أكثر موثوقية وأقل تكلفة للمواطنين.
- العدالة المناخية: التزم بتسريع انتقال المدينة إلى مصادر الطاقة النظيفة وحماية الأحياء الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية لتغير المناخ.
دلالات الفوز وتحديات المستقبل
يُعد فوز ممداني انتصاراً كبيراً للتيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، حيث اعتمد على تحالف واسع من الشباب والناخبين من الأقليات والمجتمعات العمالية. ويُنظر إلى انتخابه على أنه رفض للسياسات التقليدية وتعبير عن رغبة الناخبين في قيادة جديدة قادرة على مواجهة التحديات المعقدة التي تواجه المدينة، من غلاء المعيشة إلى قضايا السلامة العامة. ومع ذلك، سيواجه العمدة الجديد تحديات جسيمة فور توليه منصبه. سيكون عليه التعامل مع ميزانية مدينة ضخمة، وإدارة علاقات متوترة أحياناً مع نقابات الشرطة، والسعي لبناء جسور مع مجتمع الأعمال الذي قد ينظر بحذر إلى سياساته الاقتصادية. كما أن قدرته على توحيد مدينة شديدة التنوع والاستقطاب ستكون الاختبار الحقيقي لولايته. وقد بدأت ردود الفعل على فوزه بالظهور، حيث احتفل أنصاره بالانتصار التاريخي في شوارع المدينة، بينما عبر قادة سياسيون ومجتمعيون عن أملهم في أن يفتح انتخابه صفحة جديدة من التعاون والشمولية في نيويورك.




