وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بفرض حصار كامل على غزة ويتوعد حماس برد قاسٍ
في أعقاب الهجوم واسع النطاق الذي شنته حركة حماس على بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن سلسلة من الإجراءات العسكرية المشددة ضد قطاع غزة، متوعدًا الحركة برد غير مسبوق. وشكلت هذه التصريحات والأوامر نقطة تحول أذنت ببدء عملية عسكرية واسعة النطاق، وأدخلت المنطقة في دوامة جديدة من التصعيد الخطير.

خلفية الأحداث والتصعيد
جاءت الأوامر العسكرية كرد فعل مباشر على الهجوم المفاجئ الذي نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والذي أُطلق عليه اسم "طوفان الأقصى". تضمن الهجوم إطلاق آلاف الصواريخ وتسلل مئات المسلحين إلى مناطق غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل وجرح المئات من الإسرائيليين، بالإضافة إلى أسر العشرات من المدنيين والجنود واقتيادهم إلى القطاع. وصفت الحكومة الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه في تاريخها، وأعلنت على إثره حالة الحرب بشكل رسمي.
الأوامر العسكرية وإعلان الحصار
بعد ساعات قليلة من بدء الهجوم، أصدر الوزير غالانت تعليماته للجيش الإسرائيلي بشن هجوم مضاد قوي على قطاع غزة. وكان القرار الأبرز هو فرض "حصار كامل" على القطاع، وهو إجراء وصفه بأنه ضروري لمواجهة ما اعتبره تهديدًا وجوديًا. في تصريحاته، أكد غالانت أن الحصار سيشمل قطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود عن غزة بالكامل، مشيرًا إلى أن إسرائيل في حالة حرب ضد خصم يستدعي التعامل معه بحزم مطلق. وقد أثارت هذه التصريحات، التي وصفت فيها طبيعة الصراع، جدلًا واسعًا على الساحة الدولية.
التطورات الميدانية والآثار الإنسانية
ترجمةً لهذه الأوامر، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جوية مكثفة استهدفت مئات المواقع في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، بما في ذلك ما وصفها بمقرات قيادية وبنى تحتية تابعة لحماس وفصائل أخرى. كما قامت إسرائيل باستدعاء عدد قياسي من جنود الاحتياط، وصل إلى أكثر من 300,000 جندي، تمهيدًا لعملية برية محتملة. أدت هذه الإجراءات إلى تدهور سريع في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع المكتظ بالسكان، حيث حذرت منظمات دولية وإنسانية من كارثة وشيكة بسبب نقص الموارد الأساسية اللازمة للحياة وتأثر القطاع الصحي بشكل مباشر.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
على الصعيد الدولي، تباينت ردود الفعل بشكل كبير. أبدت دول غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، دعمها الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وأدانت هجوم حماس بشدة. في المقابل، عبرت دول عربية وإسلامية عن قلقها البالغ من التصعيد الإسرائيلي، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين. كما طالبت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية طرفي النزاع بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، محذرة من أن فرض حصار شامل على السكان المدنيين قد يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي.




