وصول قوات أمريكية إلى إسرائيل لتنسيق الجهود في ظل وقف إطلاق النار بغزة
أفادت مصادر مسؤولة أن طلائع القوات الأمريكية قد بدأت بالوصول إلى إسرائيل يوم الجمعة، في خطوة تأتي بالتزامن مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. تهدف هذه القوة، وفقًا للتصريحات الأولية، إلى تأسيس مركز تنسيق مدني-عسكري مشترك، في إطار الجهود التي قادتها الولايات المتحدة للتهدئة وإنهاء جولة التصعيد الأخيرة.

خلفية التطورات
يأتي هذا التحرك في أعقاب توترات عنيفة استمرت لمدة 11 يومًا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة، والتي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في الجانب الفلسطيني وتأثر مناطق في إسرائيل. وقد بذلت الإدارة الأمريكية، إلى جانب وسطاء إقليميين مثل مصر، جهودًا دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما تم الإعلان عنه ودخل حيز التنفيذ فجر الجمعة الموافق 21 مايو 2021.
شكلت هذه الجولة من الصراع تحديًا كبيرًا للاستقرار الإقليمي، ووضعت ضغوطًا على واشنطن للتدخل بشكل أكثر فاعلية. وجاء وصول القوات كجزء من متابعة الولايات المتحدة لضمان استدامة الهدنة وتسهيل الخطوات التالية.
طبيعة المهمة الأمريكية
أوضح مسؤولون أمريكيون أن المهمة الأساسية لهذه القوات ليست قتالية، بل تتركز على جوانب لوجستية وتنسيقية. سيقوم الفريق الأمريكي بالعمل مع نظرائهم الإسرائيليين على إنشاء مركز عمليات مشترك يهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها:
- تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة ومعالجة الأوضاع المتردية هناك.
- المساهمة في تقييم الأضرار والتحضير لجهود إعادة الإعمار في القطاع.
- تنسيق الإجراءات بين الجانبين المدني والعسكري لضمان عدم حدوث احتكاكات قد تؤدي إلى انهيار الهدنة.
- توفير قناة اتصال مباشرة وفعالة بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين على الأرض لمواجهة أي طارئ.
ويُنظر إلى هذا المركز كآلية لتعزيز الثقة وضمان تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها، بالإضافة إلى كونه يعكس التزامًا أمريكيًا مباشرًا بالمساعدة في استقرار الوضع.
الأهمية والسياق
يمثل وصول هذه القوات تأكيدًا على الدور المحوري الذي تلعبه الولايات المتحدة كضامن رئيسي لأمن إسرائيل وكوسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وعلى الرغم من أن حجم القوة التي وصلت لا يزال محدودًا، إلا أن رمزيتها كبيرة، حيث تشير إلى انخراط أمريكي عملي على الأرض يتجاوز البيانات الدبلوماسية. تأتي هذه الخطوة أيضًا في سياق تعهدات إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم مساعدات لإعادة إعمار غزة، مع الحرص على عدم وصول تلك المساعدات إلى أيدي حركة حماس. ومن المتوقع أن يلعب مركز التنسيق دورًا في مراقبة وتوجيه هذه المساعدات لضمان وصولها إلى وجهتها المدنية.





